الأربعاء، 30 يونيو 2010




طفل في الثالثة عشر، يبكي بوجع أمه المحتضرة، التي تودعه بنظرة تعجز قواميس اللغة عن شرحها..

* في الوقت الذي لوح فيه أردوغان رئيس وزراء تركيا، بنيته للتوجه – بنفسه- بمواكبة أسطول من سلاح البحرية لإيصال سفن الإغاثة لغزة ، ما عدته إسرائيل بمثابة إعلان حرب؛ كشف مركز الجبهة للدراسات السياسية والاقتصادية أمر خلافات سرية تدور بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول استثمار أموال عربية بقيمة 30 مليار دولار.. وأفتضحت حينها قضية استثمار 3 مليار دولار من الأموال العربية؛ في شركة إسرائيلية تعمل في مجال البرمجة بما يدر على الشركة المذكورة 700 ألف دولار كأرباح شهرية فقط .. وعّرت الدراسة " خرافة " المقاطعة العربية؛ بكشفها لحقيقة أن 40% من الاستثمارات العربية - البالغة وفقا للتقرير 200 مليار دولار سنويا- تذهب لشركات إسرائيلية عبر وسطاء في أوروبا والولايات المتحدة !!
* وفي الوقت الذي تدرس فيه الحكومة التركية، استجابةً لضغوط سياسية وشعبية ، إلغاء الاتفاقيات العسكرية المبرمة مع الدولة العبرية، معلنتاً عزمها تخفيض العلاقات مع إسرائيل "للحد الأدنى".. لازلت هناك ثلاث دول عربية تربطها حزمة اتفاقيات بإسرائيل بلا موقف واضح . ناهيك عن باقي الدول التي تخدر شعوبها بالشعارات تكذبها الأرقام والحقائق.. فعلى ذمة جداول - مخزية- نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية للعامين 2008 – 2009 فالمنتج الإسرائيلي موجود – بهوية صنع مموهة - في كل الدول الإسلامية عدا ثلاث منها.. وقبل أن تهزوا رؤوسكم تبجيلاً لمواقف تلك الدولعليكم أن تعلموا أن سبب " موقفهم البطولي" ذاك هو أن إسرائيل هي من يحظر المتاجرة معهم باعتبارهم دولا معادية " يا عيب الشوم ".. هذا وشرح دافيد آرتسي ، مدير معهد التصدير الإسرائيلي، في مقابلة للـ BBC إن إسرائيل تصّدر لـ16 دولة عربية التقنية المتطورة والصناعات الزراعية وتستورد – بالمقابل- الغاز والنفط ومشتقاته كسلع رئيسية متندرا عند سؤاله عن المقاطعة قائلاً " أنها قد تكون موجودة رسميا؛ ولكنها غير موجودة في الواقع" !!
* وفي الوقت الذي تعهدت فيه أنقره على لسان رئيسها بعدم التخلي عن الفلسطينيين " حتى ولو تخلى عنهم العالم كله " معلنين تأييدهم لـ"حماس" بوصفهم "مقاومون يقاتلون من أجل أرضهم" رافضين بالمطلق وصفهم "بالحركة الإرهابية".. لازال كثير من المنظرين العرب يستبسلون في تسقيطها والتأليب عليها.. ويتخذون من الأخطاء التكتيكية التي وقعت فيها الحركة خلال عملها النضالي ذريعةً لاتهامها بأنها منظمة متطرفة متهورة داعين لرفع كل أشكال الدعم عنها..!!
هذا هو الفرق بين الدم التركي الدافق في العروق.. وبين " الشربت" الذي يسرى في شرايين العرب المنافقين.. وليست الحكومات وحدها من يرفع الشعارات ويتشدق بالمبادئ جهراً وينتهك عرضها سراً.. فالشعوب العربية على دين سلاطينها .. فالكل يعرف أن شركات كـ" كوكا كولا"، دانون ، لوريال ، نستلة، ونوكيا وجونسون آند جونسون و ماركس آند سبنسر وغيرهم يمولون بشكل علني، مباشر ومنظم الترسانة الإسرائيلية؛ ومع ذلك فالجماهير تشترى بضائعهم دون أن يرف لهم جفن..!!
****
قد يذكر بعضكم أنه وقبل 4 سنوات في المؤتمر الـ217 للجمعية العمومية للكنيسة البريسباتينية، طرحت الجمعية مشروعاً لسحب استثمارات مجمع الكنائس من كل الشركات الأمريكية والأوروبية التي تساعد الاحتلال الإسرائيلي على تصفية وتدمير الشعب الفلسطيني. وقد خاض اللوبي الإسرائيلي حينها حملة شرسة لإرغام الكنائس للتراجع عن موقفها لعلمها أن دعم الشركات وقناعاتهم ستتهاوى أمام نفوذ المال.. تركيا ، ورغم تواضع ثقلها الاستثماري، تلوح اليوم باستخدام السلاح ذاته الذي تغافل عنه العرب المالكين لاستثمارات تقدر بـ 800-1200 مليار دولار موزعة حول العالم !!
إن من مهازل الزمان أن تنتفض دولة كتركيا، وثأراً لمقتل 9 نشطين وحرمانهم من إيصال معونات؛ على غطرسة إسرائيل بشكل لم تتجاسر عليه 23 دولة مالكةً لثروات تسد عين الشمس، وترسانات عسكرية متطورة، وجيوش جرارة " عاطلة" عن العمل، وشعوب تتوق للشهادة –ولو- هرباً من حياتهم المزرية !!
" فيا أمة ضحكت من جُبنها الأمم " مع الاعتذار للمتنبي عن تحريف كلماته !!